للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قوله تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ} قال ابن جرير: يقول تعالى ذكره لنبيه: وإن استأمنك يا محمد من المشركين الذين أمرتك بقتالهم وقتلهم بعد انسلاخ الأشهر الحرم أحدٌ ليسمع كلام الله منك، وهو القرآن الذي أنزله الله عليك {فَأَجِرْهُ} يقول: فأمِّنه {حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ} وتتلوه عليه {ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ} يقول: ثم رُدَّه بعد سماعه كلام الله - إن هو أبى أن يُسلم، ولم يتعظ بما تلوتَه عليه من كلام الله فيؤمَّن إلى {مَأْمَنَهُ} يقول: إلى حيث يأمن منك وممن في طاعتك حتى يلحق بداره وقومه من المشركين.

قوله تعالى: {وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} قال ابن كثير: يقول تعالى: {أَفَتَطْمَعُونَ} أيها المؤمنون {أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ} أي: ينقاد لكم بالطاعة، هؤلاء الفرقة الضالة من اليهود، الذين شاهد آباؤهم من الآيات البينات ما شاهدوه؛ ثم قست قلوبهم من بعد ذلك {وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ

<<  <   >  >>