وقال في قوله تعالى:{كَلا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} أي: محجوبون عن رؤيته وعن كرامته.
وقال ابن كثير في تفسير قوله تعالى:{إِنَّ الأبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * عَلَى الأرَائِكِ يَنْظُرُونَ} أي: يوم القيامة هم في نعيم مقيم، وجنات فيها فضلٌ عميم {عَلَى الأرَائِكِ} وهي: السرر تحت الحجال، {يُنْظَرُونَ} ، قيل: معناه: ينظرون في
ملكهم وما أعطاهم الله من الخير والفضل الذي لا ينقضي ولا يبيد، وقيل: معناه {عَلَى الأرَائِكِ يَنْظُرُونَ} إلى الله عز وجل.
وهذا مقابل لما وصف به أولئك الفجار:{كَلا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} ، فذكر عن هؤلاء أنهم يباحون النظر إلى الله عز وجل وهم على سررهم وفرشهم، كما تقدم في حديث ابن عمر:"إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر في ملكه مسيرة ألفي سنة، يرى أقصاه كما يرى أدناه، وإن أعلاهم لمن ينظر إلى الله عز وجل في اليوم مرتين ".
وقال أيضاً:{فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ} أي: في مقابل ما ضحك بهم أولئك {عَلَى الأرَائِكِ يَنْظُرُونَ} أي: إلى الله عز وجل، في مقابلة من زعم فيهم أنهم ضالون، ليسوا بضالين؛ بل هم من أولياء الله المقربين،