للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وكانت يدي ملأى به ثمّ أصبحت ... بعدل إلهي وهي منه سليب

وكنت به في النّائبات إذا عرت ... وظهري ممتدّ القناة صليب

بحال الّذي يجتاحه السّيل بغتةً ... فيفتقد الأدنين وهو حريب

جمعت أطبّاء العراق فلم يصب ... دواءك منهم في البلاد طبيب

ولم يملك الآسون دفعاً لمهجةٍ ... عليها لأشراك المنون رقيب

سأبكيك ما أبقت دموعي والبكا ... بعينيّ ماءً يا بنيّ يجيب

وما لاح نجمٌ أو تغنّت حمامةٌ ... أو اخضرّ في فرع الأراك قضيب

وأضمر إن أنفدت دمعي لوعةً ... عليك لها تحت الضّلوع وجيب

حياتي ما كانت حياتي فإن أمت ... ثويت وفي قلبي عليك ندوب

يعزّ عليّ أن تنالك ذرّةٌ ... يمسّك منها في الممرّ دبيب

وما زال إشفاقي عليك عشيّةً ... حواك بها بعد النّعيم قليب

وما زال إشفاقي عليك عشيةً ... وسادك فيها جندلٌ وجبوب

فما لي إلاّ الموت بعدك راحةٌ ... وليس لنا في العيش بعدك طيب

قصمت جناحي بعدما هدّ منكبي ... أخوك، ورأسي قد علاه مشيب

فأصبحت في الهلاّك إلاّ حشاشةً ... تذاب بنار الشّوق فهي تذوب

تولّيتما في حجّةٍ فتركتما ... صدىً يتولّى تارةً ويثوب

ولا رزء إلاّ دون رزئك رزؤه ... ولو فتّتت حزناً عليك قلوب

وإنّي وإن قدّمت قبلي لعالمٌ ... بأني وإن أبطأت منك قريب

وإنّ صباحاً نلتقي في مسائه ... صباحٌ إلى قلبي الغداة حبيب

<<  <   >  >>