فجئت كأمّ الوّ ريعت فأقبلت ... إلى جذمٍ من جلد سقبٍ مقدّد
فما راعني إلاّ الرّماح تنوشه ... كوقع الصّياصي في النّسيج الممدّد
فإن يك عبد الله خلّى مكانه ... فما كان وقّافاً ولا طائش اليد
كميش الإزار خارجٌ نصف ساقه ... بعيدٌ من السّوءات طلاّع أنجد
قليل التّشكّي للمصيبات حافظٌ ... مع اليوم أدبار الأحاديث في غد
وهوّن وجدي أنّني لم أقل له: ... كذبت، ولم أبخل بما ملكت يدي
وأشعار الجاهلية مشهورة معروفة، وإنما نملي منها العيون. ألا ترى إلى قوله قليل التشكي للمصيبات ثم وصله بقوله حافظ مع اليوم أدبار الأحاديث في غد كيف قرن فيه معنى ظريفاً بآخر مثله في الظرافة التي لا يمتنع اللبيب من قبولها واستحسانها والمعرفة بحقيقة ما فيها كما قلنا في الذي قبله.