وصارت بناة الدّين بعدك صدعها ... يطير شظايا لا تلاءم بالجبر
بموتك مات الجود والمجد كلّه ... وجدّع أنف العزّ فينا إلى الحشر
لقد هدّ ركن الدّين موتك هدّةً ... أنافت لها الأعناق من أمم الكفر
وأبلس إبلاس المذلّة ديننا ... وأغضى بك الإسلام عيناً على وتر
وأضحت قلوب المسلمين مريضةً ... توكّف فيه مثل راغية البكر
وقد وجد الأعداء في الملك مطعناً ... عواقبه قتلٌ يجلّ عن النّشر
فلا هنأ الأعداء عثرة دهرنا ... فقد وأبي قرّت عيون ذوي الغمر
رزئنا أمرأً لا نحفل الدّهر بعده ... ولا الموت، فلتفر الحوادث ما تفري
فلله عينا من رأى من رزيّةٍ ... وعثرة دهرٍ أمّنتنا من العثر
فواكبدا لو في الوغى كان موته ... بكينا عليه بالرّدينيّة السّمر
وبالبيض والمرفوعة الزّرق دمعها ... دمٌ عاندٌ ينثال بالعلق الحمر
وبالخيل يعلكن الشّكيم كأنّها ... كواسر عقبانٍ نواهض عن قدر
يخضن نجيعاً مائراً بعد جامدٍ ... فلأياً تبين الكمت فيها من الشّقر
وأضحى نهار النّاس ليلاً وألمعت ... كواكبنا بالهندوانيّة البتر
ولم يغن ضوء الشّمس في قسطل الوغى ... فتيلاً ونار الحرب ثاقبة الجمر
وأخمدت الأصوات إلاّ غماغم ال ... كماة ووقع المشرفيّة بالهبر
وخذها أيا بن الأكرمين وخذ بها ... وأخّر وقدّم بالوعيد وبالزّجر
فمن مقعصٍ يعطو بفضل حشاشةٍ ... وآخر تفريه الحوامي وما يدري
يفرّقن أوصالاً كراماً أعزّةً ... ويفضخن هاماً من جحاجحةٍ زهر
وقمنا إلى الثأر المنيم فلم يئل ... ولو نيط بالعيّوق أو نيط بالنّسر