للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول: حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي قال: سمعت حنظلة يحدث عن عون بن عبد الله قال: قلت لعمر بن عبد العزيز: الخليفة الراشد الزاهد: يقال: إن استطعت أن تكون عالماً فكن عالماً: هذه أمنية اسع لتحقيقها وتحصيلها، فإن لم تستطع: أن تكون عالماً، فكن متعلماً: وهو بمعنى ما سبق، وهو بمعنى ما سبق، فإن لم تكن متعلماً فأحبَّهم: عليك أن تحب العلماء والمتعلمين؛ لأن المرء مع من أحب، لأن المرء مع من أحب، فإن لم تحبَّهم: الإنسان قد يحصل له ما يعوقه عن تحصيل هذه المحبة؛ لأن المحبة عبادة وطاعة لله -جل وعلا- لكن قد لا يوفق الإنسان؛ لأن هذه أمور قلبية، قد يكون عنده من الأعمال ما يحول دونه ودون هذه المحبة؛ لأنه قد يقول قائل: إن الإنسان ويش اللي يمنعه من أن يحب أهل الخير؟ وهل كل شخص يوفق لحب أهل الخير؟ قد يكون عنده من الأعمال ما يحول دونه ودون هذا العمل الفاضل الخيِّر، {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ} [(٥٤) سورة سبأ]، فإن الله -جل وعلا- يحول بين المرء وقلبه، لماذا؟ ظلماً؟ لا والله {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ} [(٤٦) سورة فصلت]، وإنما لوجود بعض الأعمال التي تجعل هذا الشخص يحال بينه وبين قلبه، وبينه وبين مراده، قد يحب الإنسان، يود الإنسان أن يكون ذاكراً شاكراً؛ لما يسمع من فضل الذكر، لكن تجد من أيسر الأمور عليه الكلام الكثير -القيل والقال- لكن سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أثقل من الجبال عنده، لماذا؟ هل هي بالفعل ثقيلة؟ ليست ثقيلة، لكن عنده من الأعمال ما يحول بينه وبين تسهيل هذه الأمور وتيسيرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>