للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

"حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي حصين عن أبي عبد الرحمن أن علياً -عليه السلام- مر بقاص فقال: "أتعرف الناسخ والمنسوخ؟ قال: لا، قال: هلكت وأهلكت".

نعم هذا الأثر الثابت عن علي -رضي الله تعالى عنه وأرضاه- "مر" على "قاص" واعظ يعظ الناس "فقال" له: "أتعرف الناسخ من المنسوخ؟ يعني تعظ الناس بآية أو بحديث عله أن يكون منسوخاً وأنت لا تدري، "قال: لا" والله ما أعرف الناسخ ولا المنسوخ "قال: هلكت وأهلكت" فكيف بمن يفتي الناس في الحلال والحرام وهو لا يعرف الناسخ من المنسوخ؟ يوجد، يفتي يتصدر لإفتاء الناس ما يعرف ناسخ من منسوخ، ولا من عام وخاص، ولا مطلق من مقيد، ولا مجمل من مبين، ما يعرف شيء، ويتصدى للمجالس، يتصدر المجالس ويفتي الناس هو، وهذا فتنة له ولغيره.

فعلي بن أبي طالب مر بهذا القاص فقال له -اختبره-: تعرف الناسخ من المنسوخ؟ قال: لا، فقد ورع هذا الواعظ؛ لأنه قد يقال لبعض الناس: تعرف الناسخ والمنسوخ؟ وبعدين تصوير الناسخ والمنسوخ كل شيء نعرفه، يوجد هذا، اللي بيتصدر الناس ما هو بعاجز أن يقول هذا الكلام، نعم والذي يجيب في كل مسألة يبي يقول: ويش الناسخ من المنسوخ؟ ورآه ما يعرف؟ لا بد أن يكون على علم مما له أثر في تقرير الحكم، فالنسخ الذي هو رفع كلي للحكم بدليل آخر، أو التخصيص الذي هو رفع جزئي، أو التقييد الذي هو رفع جزئي لبعض الصفات، هذا لا بد منه لمن يعلم الناس، من يفتي الناس، من يتولى أمور الناس، لا بد من هذا، "قال: لا، قال: هلكت وأهلكت" قد تقص عليهم بآية منسوخة تقررها لهم، قد تقص على الناس وتحرضهم على الجهاد مثلاً وتقول لهم: لا يجوز لك أن تفر في مقابل عشرة، وهي منسوخة بالآية التي تليها، قد تقص على الناس وتأمرهم بقتل الكلاب، والأمر بقتل الكلاب منسوخ، نعم، وغير ذلك من القضايا، نعم.

أحسن الله إليك:

"حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا قبيصة بن عقبة قال: حدثنا سفيان بن سعيد قال: حدثنا"

الظاهر أن هذه فيها تقديم؟

ثنا هذه قبل سفيان، عن أبي حصين، ثنا هذه قبل سفيان، نعم.

طالب:. . . . . . . . .

<<  <  ج: ص:  >  >>