يقول: تنتابني نشوة عندما أحضر مجالس العلم أحس فيها بالسعادة، ولكن يأتيني شعور خصوصاً مع كثرة انصراف الناس عن طلب العلم شعور يحملني على ازدراء الناس وتسفيه عقولهم حتى ربما أتطاول على شباب المراكز الصيفية وبعض الدعاة، فما توجيهكم لي؟ وهل هذا يدخل في الرياء والعجب بالنفس؟ وما هو الواجب علي فعله؟ وجزاكم الله خيراً.
أولاً: ينبغي للإنسان أن يهضم نفسه، ويعرف قدر نفسه، وأن يعذر غيره، يعذر غيره؛ لأنه يعرف من عيوبه ما يشتغل به، من عيوب نفسه ما يشتغل به عن غيره، وما يدريك لعل فلاناً من الناس الذي طلع خرج من المسجد، وترك الدرس ذهب إلى عمل هو أفضل من عملك، ما تدري، تعذر الناس، ولعل عنده من صفاء النية وطيب السريرة وسلامة القلب ما يرفعه فوقك درجات، أو ما يرفعه عن كثير من أهل العلم درجات، فعلى الإنسان أن يشتغل بنفسه، ويلتفت إليها، ويسعى لتكميلها، وإن ينشغل بذلك عن عيوب الناس.
يقول: ذكرتم عن صنيع الشيخ أحمد شاكر في المسند وأنه حذف عبد الله والقعنبي؟
ما هو القعنبي لا.
عبد الله يقول: حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، وهو الإمام أحمد، يعني حذف من السند ما لا يحتاج إليه، ولا أثر له في دراسة السند، يعني وقف على شيخ أحمد.
وبدأ بشيوخ الإمام أحمد مباشرة، وأن هذا مخالف للأمانة العلمية، وأقول: ألا يعتذر أن الشيخ -رحمه الله تعالى- قد بين في المقدمة ما صنعه، ومن الدوافع لفعله ذلك حتى لا يحتج مثل الذي طعن في نسبة الأم للشافعي؟
لا نريد أن تكون تصرفاتنا ردود أفعال، لا، تبقى الكتب على ما هي، وجد هذا لا بد ... ، لا، لا، أبداً، يبقى العلم كما هو، تبقى الكتب كما هي كما ألفت، وينبه عليها، ويوضح، كون الشيخ ذكر ذلك في المقدمة هذا جيد من الشيخ، لكن يبقى أنه تصرف في المسند -رحمة الله عليه-.
وأن الشيخ قد حقق الأمانة العلمية بذكره ذلك في المقدمة، ولا يكون عمله ذلك مخالف؟
على كل حال اجتهد الشيخ -رحمه الله-، ويكفيه أنه يؤجر على هذا الاجتهاد، لكن ليس هو الصواب.
يقول: ما رأيكم بطبعة متن صحيح البخاري الذي حققها الخطيب، والتي تسمى المطبعة السلفية؟ حتى يقول بعضهم: لا بد من المقابلة على النسخة السلطانية؟