فيستمعون حديثه فيقول:"هذا خير لكم": يعني لكم غنم هذا الكلام، تستفيدون منه وتنتفعون به.
وشر لي": لأنه مظنة، المتكلم مظنة، مزلة قدم أن يداخله ما يداخله، قد يداخل الإنسان في أثناء كلامه الذي يتأثر به الناس ويستفيد منه الناس قد يداخله ما يحبط عمله، ولذا يقول: هذا خير لكم: تستفيدون من هذا الكلام لكن بالنسبة لي أنا، نعم قد يكون شر للمتكلم، وليس العلاج في الترك، إنما العلاج بالمجاهدة؛ لأنه قد يقول قائل: إنه ما دام هذا خير للمستمع وشر للمتكلم ليش يتكلم، هو يبحث عن الشر؟ لا، يبحث عن الخير، إذن لماذا لا يكون مستمعاً؟
نقول يا أخي بلا شك أنه خير للمستمع إذا فقهه وعمل به، وهو شر للمتكلم إن عرض له شائبة رياء أو حب مدح أو ثناء ويحمله ذلك على تزيين الكلام وتحسينه، هذا لا شك أنه شر له، لكن إذا أخلص لله -جل وعلا- وقصد بذلك، هو خير للجميع، بل هو خير منهم، وأفضل منهم، نعم.
حدثنا عبد الله قال: حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن يونس عن الحسن قال: "إن كان الرجل ليجلس مع القوم فيرون أن به عياً وما به من عي إنه لفقيه مسلم".
نعم يقول: حدثنا عبد الله قال: حدثنا أبو خيثمة: من عبد الله هذا؟ هاه؟
طالب:. . . . . . . . .
الراوي، لما ذكرنا السند في الأول عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، الراوي عن المؤلف -عن أبي خيثمة- وهذا مثل ما يقول في المسند: حدثنا عبد الله قال حدثني أبي، وهذه أشرنا إليها في بداية الدرس الأول.
يقول: حدثنا عبد الله قال: حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن يونس عن الحسن قال: "إن كان الرجل ليجلس مع القوم فيرون أن به عياً: عجزاً، يظنون أنه ما يعرف التكلم، وقد رمي ابن عمر بالعي، رمي ابن عمر بالعي، لكن كما قال الله -جل وعلا-: {لاَّ يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ} [(١٤٨) سورة النساء]، فقال -رضي الله عنه- وأرضاه: "كيف يكون عيياً من في جوفه كتاب الله؟!