للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

ليجلس مع القوم: يستمع يظنون ما يعرف يتكلم، وما به من عي: ما به عجز عن الكلام، ولا به جهل، ولا شيء، عنده علم وعنده قدره على الكلام لكنه فقيه مسلم، يحرص على سلامة نفسه، سلامة لسانه من الزلل، سلامة قلبه من التأثر، سلامة أحكامه من الخطأ.

المقصود أنه إذا وجد من يقوم مقامك فلا تحرص على الكلام، وإذا لم يوجد يتعين عليك أن. . . . . . . . .، يتعين عليك أن تتكلم، نعم.

حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا جرير عن عطاء بن السائب عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: "أدركت عشرين ومائة من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الأنصار، ما منهم أحد يسأل عن شيء إلا ودَّ أن أخاه كفاه، ولا يحدثه حديثاً إلا ودَّ أن أخاه كفاه".

يقول -رحمه الله تعالى-: حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا جرير عن عطاء بن السائب عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: "أدركت عشرين ومائة من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الأنصار: على وجه الخصوص، ما منهم أحد يسأل عن شيء إلا ودَّ أن أخاه كفاه، يعني إذا كانت المسألة فيهم من يكفيك تحرص، السلامة لا يعدلها شيء، والكلام واللسان له تبعات، له تبعات، يعتريه ما يعتريه، يعتريه الخطأ، يعتريه الذهول والنسيان، نعم، فإذا وجد من يريحك ويتحمل عنك هذه المسئولية وهذه التبعة فافرح.

ما منهم أحد يسأل عن شيء إلا ودَّ أن أخاه كفاه إياه؛ لأن الواجب يسقط بإجابة أحد ممن تبرأ الذمة بإجابته، لكن ليس معنى هذا أن الكفء يتأخر ليتصدر غير الكفء، يفتح المجال للجهال أن يجيبوا على أسئلة الناس وحوائجهم لا، هذا لا شك أنه كفء، ومع ذلك يود أن كفؤاً يكفيه الأمر، لا يجوز له أن يتأخر حتى يتصدر الجهال، ولذا جاء بعضهم .. ، جاء عن بعضهم أنه كان على ما سيأتي، عروة كان يتألف الناس على حديثه، وبعضهم يقول: اسألوني؛ لأنه لا يرى من يقوم مقامه، إذا تعين عليه الأمر لا بد أن يقوم به، وليست له مندوحة، لكن إذا وجد من يكفيه من الأكفاء ودَّ أن أخاه يكفيه؛ لأن الكلمة لها تبعة، وعليها حساب، فيحرص الإنسان على التقلل بقدر الحاجة إذا وجد من يكفيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>