للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا يحدثه حديثاً إلا ودَّ أن أخاه كفاه": نعم حتى الحديث عن النبي -عليه الصلاة والسلام- مزلة قدم، قد يزيد وقد ينقص وقد يهم، وقد، إذا كان بعض أهل العلم يرى أن من يلحن في حديث النبي -عليه الصلاة والسلام- يدخل في حديث: ((من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار)) يعني لو قال قائل: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إنما الأعمالَ بالنيات)) قلنا: كذبت، كذبت على الرسول -عليه الصلاة والسلام- ما قال: إنما الأعمالَ بالنيات، إنما قال: ((إنما الأعمالُ بالنيات)) شوف مثل هذه الأمور تجعل للإنسان حساسية بالغة من أن يحدث عن الله -جل وعلا- أو عن رسوله بشيء يجزم بأن هذا مراد الله -جل وعلا- من كلامه، أو هذا مراد النبي -عليه الصلاة والسلام- من حديثه، يجزم به، هذا مزلة قدم، ولذلك أهل العلم الكبار يتوقون الكلام في النصوص، وجاء في القرآن: "من قال بالقرآن برأيه فقد أخطأ وإن أصاب".

وجاء الوعيد الشديد على من كذب على النبي -عليه الصلاة والسلام- ولذا كان أهل التحري من الأئمة الكبار الأثبات كالإمام أحمد وغيره يتحرون ويتوقون الكلام في الحديث؛ لأن الذي يشرح الحديث يقول: هذا مراد الرسول -عليه الصلاة والسلام- من هذا القول، وقد لا يصيب المراد، فيتقول على الرسول ما لم يقل.

الأمام أحمد يسأل عن الغريب فيقول: اسألوا أبا عبيد، ويسأل الأصمعي عن معنى كلمة معروفة في لغة العرب ((الجار أحق بصقبه) فيقول: أنا لا أفسر كلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لكن العرب تزعم أن الصقب اللزيق، يعني الجار الملاصق، هكذا تزعم العرب.

شخص يحفظ مئات الألوف من الأبيات من لغة العرب التي هي ديوان العرب، والتي يفسر بها الكلام العربي من نصوص الكتاب والسنة، ومع ذلك يقول هذا الكلام، وقد وجد من أهل العلم .. ؛ لأن أهمية العربية لطالب العلم لا تخفى على أحد.

<<  <  ج: ص:  >  >>