للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وجد من أهل العلم من يقول: إنه أخذ مدة طويلة ثلاثين ما أدري أربعين سنة يفتي الناس من كتاب سيبويه، الواحد منا يقلب كتاب سيبويه ما فيه ولا حكم شرعي، لكنه بكتاب سيبويه يفهم النصوص، فالعربية لطالب العلم في غاية الأهمية، فإذا كان من قال: إنما الأعمالَ بالنيات يدخل في حديث: ((من كذب)) ويش بقي، كيف الناس اللي ما تسعفهم الحافظة يتخمطون قيلان. . . . . . . . . يسمع كلاماً يظنه خبراً ولا. . . . . . . . .

ولا يحدثه حديثاً إلا ود أن أخاه كفاه إياه": لأن المسألة مسألة تعبة ومسألة نقاش، ولمَ قلت، وكيف قلت، لا بد، ومن لم يحسب كلامه من عمله هلك، نعم.

حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا سفيان عن الزهري قال: "كان عروة يتألف الناس على حديثه".

يقول -رحمه الله تعالى-: حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا سفيان عن الزهري قال: "كان عروة: ابن الزبير التابعي الجليل أحد الفقهاء السبعة المعروفين، متفق على إمامته وجلالته.

فخذهم عبيد الله عروة قاسم ... سعيد أبو بكر سليمان خارجة

هذا أحد هؤلاء الفقهاء السبعة وواحد منهم.

يتألف الناس على حديثه": إذا رأى العالم من الطلاب شيئاً من الإدبار والانصراف والفتور لا بد أن يتألفهم، لا بد أن يتألفهم؛ إشفاقاً عليهم، وإرادة لهم، ونصحاً لهم، لا لتكثر الجموع عليه، لا يختلف مع ما قلنا سابقاً: إن الإنسان يبحث عما يكفيه المئونة نعم، يبحث عن من يكفيه المئونة، يفرح إذا قيل: إن الشيخ الفلاني العالم الفلاني، عنده مئات عنده ألوف يفرح، لكن إذا وجد هو في بلد ما وعنده عشرين طالباً ثلاثين طالباً ثم أخذوا ينقصون، من باب الشفقة عليهم أن يتألفهم، ويحثهم على الحضور وأحياناً ييسر لهم الأمر بأن يهديهم الكتب التي يحتاجونها، بأن يلين لهم الكلام، المقصود أنه يتألفهم، لا ليكثر الجمع عنده، ليس معنى هذا أنه ليصرف وجوه الناس إليه، لا، إنما لينتفعوا، لينفعهم بما عنده، ليثبت له أجر التعليم ويثبت لهم أجر التعلم، ويتعاونوا على البر والتقوى، لا أكثر ولا أقل نعم.

حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا سفيان قال: قال عمرو: لما قدم مكة -يعني عروة- قال: ائتوني فتلقوا مني".

<<  <  ج: ص:  >  >>