للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمسلم ينبغي ألا يغفل عن صلاة الليل، وإن لم يدرك ذلك فلا أقل من الوتر؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال «أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام (١) » متفق عليه.

هذا، وإن قيام الليل ليتأكد في رمضان ويزيد فيه الأجر والفضل يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه (٢) » رواه الجماعة.

ويشرع في هذا الشهر الكريم قيام الليل جماعة وهو ما يسمى بـ (التراويح) فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فعل ذلك مع أصحابه رضي الله عنهم ثلاث ليال، أخبرت بذلك عائشة رضي الله عنها كما في الصحيحين. وقد سنه عمر بن الخطاب رضي الله عنه طوال الشهر وهذا ثابت عنه في الصحيحين أيضا.

وينبغي للإمام مراعاة حال مأموميه قوة وضعفا، فلا يطيل بهم إطالة تشق عليهم، ولا يخل بمقصود الصلاة فينقرها نقرا، بل تكون صلاته معتدلة نافعة يسمع فيها من يصلي خلفه القرآن، من غير مشقة زائدة عليهم.

ومن العبادات المشروعة في هذا الشهر الكريم، تلاوة القرآن كتاب الله العزيز، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وشهر رمضان هو شهر القرآن: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} (٣) .

وقد ثبت في الصحيحين وغيرهما أن جبريل عليه السلام، كان يدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن مرة كل عام وذلك في رمضان، ودارسه إياه عام قبض صلى الله عليه وسلم مرتين في رمضان.


(١) صحيح البخاري الصوم (١٩٨١) ، صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (٧٢١) ، سنن الترمذي الصوم (٧٦٠) ، سنن النسائي قيام الليل وتطوع النهار (١٦٧٨) ، سنن أبو داود الصلاة (١٤٣٢) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٥٠٥) ، سنن الدارمي الصوم (١٧٤٥) .
(٢) صحيح البخاري الإيمان (٣٧) ، سنن النسائي الصيام (٢٢٠٢) ، سنن أبو داود الصلاة (١٣٧١) ، سنن الدارمي الصوم (١٧٧٦) .
(٣) سورة البقرة الآية ١٨٥

<<  <   >  >>