للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يعني إذا لم ينكر أحد عربيته لم ينكر صحة كلامه؛ ونعوذ بالله ونتوب إليه

ونستغفره.

ثم يقول في صفحة ٧٦ عن علماء الموالي وعلماء العرب: "وأرادوا هم -

علماء العرب - أو الموالي، أو أولئك وهؤلاء، أن يدرسوا القرآن درساً لغوياً ويثبتوا صحة ألفاظه ومعانيه؛ ولأمر ما شعروا بالحاجة إلى إثبات أن القرآن كتاب عربي مطابق في ألفاظه للغة العرب، فحرصوا على أن يستشهدوا على كل كلمة من كلمات القرآن بشيء من شعر العرب يثبت أن هذه الكلمة القرآنية عربية لا سبيل إلى الشك في عربيتها" انتهى.

والرجل يكرر هذا المعنى ويطيل فيه، ولا يفهم أن الاستشهاد بالشعر لا

يراد منه إثبات عربية القرآن ولا مطابقة ألفاظه لألفاظ العرب، ولا هو من شك في العربية ولا "من أمر ما. . . "

وإنما يراد به اتخاذ القرآن سبباً في جمع مادة

اللغة وشواهدها، كما كان هو السبب في وضع العلوم العربية كلها؛ أفترى

وضع النحو كان لإثبات أن القرآن ليس فيه لحن، أم كان لإقامة الألسنة الزائغة حتى يسهل عليها الأداء والقراءة؛ ثم يراد من تقييد تلك الشواهد وجمعها وتدوينها تفسير كلمات القرآن ليفهمها من يجيئون بعد العرب كما فهمها العرب أنفسهم، وظاهر أنه لا سبيل إلى ذلك إلا بالنص على معاني الكلمات عندهم، ولا ثقة بهذا النص إن لم يكن عليه دليل من شعرهم، إذ هو وحده، المحفوظ عنهم، وهو كان متن اللغة والخبر والأثر؛ ولعمري لولا صنيع العلماء في جمع

هذه الشواهد لقام ألف زنديق يضيفون إلى مطاعنهم في القرآن أن فيه خطأ في

اللغة، فانظر، أين هذه الحكمة مما يخبط فيها أستاذ الجامعة.

ويقول في صفحة ٩١: "إن اليونان يقدسون الإلياذة والأوديسا ويعنون

بجمعهما وترتيبهما وروايتهما وإذاعتهما عناية المسلمين بالقرآن الكريم ".

ولم نفهم شيئاً من هذا الكلام، لأنه يحتمل كل شيء، ولو فسرَ لنا فسرنا

له وأريناه مبلغ جهله وسوءِ أدبه!

وأما رأيه في النبي - صلى الله عليه وسلم - فمن أعجب ما عجبنا له أنه ما من عالمٍ أو كاتب مسلم يذكره - صلى الله عليه وسلم - إلا صلى عليه أو وضع رمز الصيغة ولو هذا الحرف "ص"

وترى كتاب المسيحية يأخذون بهذا الأدب في كتبهم العربية، لأن المسلمين

يقراونها؛ أما أستاذ الجامعة فكأنه لا يتولى النبى - صلى الله عليه وسلم - ولا يحس عظمته ولا أثره.

فقد ذكره في كتابه مراراً تفوت العدَّ فلم يتأدب معه ولا مرة واحدة، فلا بعقيدة

<<  <   >  >>