ومن أدلة السنة: قوله صلّى الله عليه وسلّم: "أفضل الإيمان أن تعلم أن الله معك حيثما كنت"(١) . وقوله صلّى الله عليه وسلّم، لصاحبه أبي بكر وهما في الغار:{لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ}[التوبة: ٤٠] .
وقد أجمع على ذلك سلف الأمة، وأئمتها.
والمعية في اللغة: مطلق المقارنة والمصاحبة. لكن مقتضاها ولازمها يختلف باختلاف الإضافة وقرائن السياق والأحوال:
فتارة تقتضي: اختلاطاً؛ كما يقال: جعلت الماء مع اللبن.
وتارة تقتضي: تهديداً وإنذاراً؛ كما يقول المؤدب للجاني: اذهب فأنا معك.
وتارة تقتضي: نصراً وتأييداً؛ كمن يقول لمن يستغيث به: أنا
(١) -أخرجه الطبراني في الكبير والأوسط كما في مجمع الزوائد (١/٦٠) ، والبيهقي في الأسماء والصفات (٩٠٧) ، وأبو نعيم في الحلية (٦/١٢٤) .