ويجوز في هاتين الروايتين أمران آخران: الأول؛ أن تكون إحداهما محفوظة والأخرى شاذة أو منكرة، لكن ليس لدينا من القرائن ما ترجح به إحدى الروايتين على الأخرى وينشأ عن هذا الأمر الثاني؛ وهو أن يكون هذا من اضطراب كثير بن زيد لأنه ليس بالحافظ وهو الذي يغلب على الظن. وعلى ثبوت هذه العلة فإن حديث أبي هريرة في غنى عن هذه المتابعة. فإن الإمام مسلما - رحمه الله - أورده شاهداً لحديث حارثة بن وهب الخزاعي الذي رواه بلفظ "ألا أخبركم بأهل الجنة؟ " قالوا: بلى، قال: "كل ضعيف متضعف، لو أقسم على الله لأبره ... " الحديث، وهو في كتاب الجنة برقم، (٤٦، ٤٧) قبل حديث أبي هريرة مباشرة. ورواه البخاري في ٦٥ - كتاب التفسير سورة ٦٨، حديث (٤٩١٨) . وابن ماجه (٢/١٣٧٨) ، ٣٧ - كتاب الزهد، حديث (٤١١٦) . وأحمد (٤/٣٠٦) . والطحاوي في المشكل (١/٢٩٣) . كما يشهد له حديث أنس السابق. ولأنس رواية أخرى بلفظ "كم أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره". أخرجه الترمذي (٥/٦٩٣) . ٥٠ - كتاب المناقب، باب مناقب البراء بن مالك، حديث (٣٨٥٤) وله شاهدان آخران: أحدهما: عن حذيفة أخرجه أحمد (٥/٤٠٧) . وثانيهما: عن سراقة بن مالك أخرجه الحاكم (٣/٦١٩) . (١) العتل: الغليظ الجافي. من العتلة وهي حديدة كبيرة يقلع بها الحجر. والجواظ: الكثير اللحم المختال في مشيته. (٢) أخرجه مسلم ٥١ - كتاب الجن ١٣ - باب النار يدخلها الجبارون حديث ٤٦.