للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[صفاته]

وكان قوَّالاً بالحق، نهاءً عن المنكر، لا تأخذه في الله لومة لائم، ذا سطوة وإقدام، وعدم مداراة الأغيار.

ومن خالطه وعرفه؛ قد ينسبني إلى التقصير في وصفه، ومن نابذه وخالفه؛ ينسبني إلى التعالي فيه، وليس الأمر كذلك.


= أراد الشيخ تقي الدين أو غيره حصرها لما قدروا لأنه ما زال يكتب، وقد من الله عليه بسرعة الكتابة، ويكتب من حفظه من غير نقل.
وأخبرني غير واحد أنه كتب مجلداً لطيفاً في يوم، وكتب غير مرة أربعين ورقة في جلسة وأكثر، وأحصيت ما كتبه وبيَّضه في يوم فكان ثماني كراريس في مسألة من أشكل المسائل، وكان يكتب على السؤال الواحد مجلداً، أما جواب يكتب فيه خمسين ورقة وستين وأربعين وعشرين فكثير، وكان يكتب الجواب، فإن حضر من يبيضه، وإلا أخذ السائل خطه وذهب ... ويسأل عن الشيء فيقول: قد كتب في هذا، فلا يدري أين هو؟ فيلتفت إلى أصحابه ويقول: ردوا خطي وأظهروه لينقل، فمن حرصهم عليه لا يردونه، ومن عجزهم لا ينقلونه، فيذهب ولا يعرف اسمه؛ فلهذه الأسباب وغيرها تعذر إحصاء ما كتبه وما صنفه ...
لولا أن الله لطف وأعان ومنَّ وأنعم، وجرت العادة في حفظ أعيان كتبه وتصانيفه لما أمكن لأحد أن يجمعها.
لقد رأيت من خرق العادة في حفظ كتبه وجمعها وإصلاح ما فسد منها وردِّ ما ذهب منها، ما لو ذكرته لكان عجباً، يعلم به كل منصف أن لله عناية به وبكلامه، لأنه يذبّ عن سنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - تحريف الغالية وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ... ".
قال ابن الوردي في تاريخه ٢/٤٠٩: " ... ويكتب على الفتوى في الحال عدة أوصال بخط سريع في غاية التعليق والإغلاق ".
٧- دروج فتاوى ومسائل كثيرة للشيخ ليس عليها اسمه، وربما انتحلت عليه. انظر (العقود الدرية، ص٤٨) .

<<  <   >  >>