للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"اختلف الناس في تفسير قوله "سبعة أحرف" فقال بعضهم: معنى الحروف اللغات، يريد أنه نزل على سبع لغات من لغات العرب، هي أفصح اللغات، وأعلاها في كلامهم، قالوا: وهذه اللغات متفرقة في القرآن، غير مجتمعة في الكلمة الواحدة، وإلى نحو من هذا أشار أبو عبيد. وقال القتبي: لا نعرف في القرآن حرفا يقرأ على سبعة أحرف (١) . وقال ابن الأنباري (٢) هذا غلط، فقد وجد في القرآن حروف تقرأ على سبعة أحرف، منها قوله تعالى: {وَعَبَدَ الطَّاغُوت} (٣) وقوله تعالى: {أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ} (٤) ، وذكر وجوها، كأنه يذهب في تأويل الحديث إلى أن بعض القرآن أنزل على سبعة أحرف، لا كله".


(١) انظر: تأويل مشكل القرآن ص٢٦.
(٢) هو محمد بن القاسم بن محمد، أبو بكر بن الأنباري البغدادي، صنف التصانيف الكثيرة في القراءات وغيرها، توفي سنة ٣٢٨هـ "تاريخ بغداد ٣/ ١٨١، تذكرة الحفاظ ٣/ ٥٧، بغية الوعاة ص٩١".
(٣) المائدة: ٦٠، ذكر ابن جني فيها عشر قراءات، وهي: ١، "وعبد الطاغوت" على "فعل" ونصب "الطاغوت"، ٢،"وعبد الطاغوت" بفتح العين وضم الباء وفتح الدال وخفض "الطاغوت" وهما في السبعة، ٣، "وعبد الطاغوت" بضم العين والباء وفتح الدال وخفض "الطاغوت"، ٤، و"عبد الطاغوت" بضم العين وفتح الباء وتشديدها وفتح الدال وخفض "الطاغوت"، ٥، "وعباد الطاغوت" بتشديد الباء وألف بعدها وفتح الدال وخفض "الطاغوت"، ٦، "وعباد الطاغوت" بكسر العين وألف بعد الباء وفتح الدال وخفض "الطاغوت"، ٧، "وعبد الطاغوت" مبنيا للمجهول، ٨، "وعابد الطاغوت" بفتح الدال وخفض "الطاغوت"، ٩، "وعبدوا الطاغوت" بواو، ١٠، "وعبد الطاغوت" بضم العين وفتح الباء والدال وخفض "الطاغوت" "انظر: المحتسب ١/ ٢١٤- ٢١٥".
(٤) الأوجه السبعة في هذه الآية هي ما يأتي: ١، "يرتع ويلعب" بالياء فيهما وكسر عين "يرتع" من غير ياء، والفعلان مجزومان، ٢، "يرتع ويلعب" بالياء كذلك فيهما، لكن=