للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سبع لغات، لغة قريش وهذيل وثقيف وهوازن وكنانة وتميم واليمن، وقيل: خمس لغات في أكناف هوازن: لسعيد وثقيف وكنانة وهذيل وقريش ولغتان على جميع ألسنة العرب. قال: وليس الشرط أن تأتي سبع لغات في كل حرف، بل يجوز أن يأتي في حرف وجهان أو ثلاثة أو أكثر، ولم تأت سبعة أحرف إلا في كلمات يسيرة، مثل: "أف" بالضم والفتح والكسر (١) مع التنوين وبغير تنوين مع الحركات الثلاث وبالسكون.

فصل:

قال الحافظ أبو عمر بن عبد البر (٢) في "كتاب التمهيد":

"وهذا مجتمع عليه أن القرآن لا يجوز في حروفه وكلماته وآياته كلها أن تقرأ على سبعة أحرف، ولا شيء منها، ولا يمكن ذلك فيها، بل لا يوجد في القرآن كلمة تحتمل أن تقرأ على سبعة أوجه إلا قليل، مثل: {وَعَبَدَ الطَّاغُوت} (٣) [٣٧ ظ] و {تَشَابَهَ عَلَيْنَا} (٤) ، وساق الكلام إلى أن قال: "وقال قوم: هي سبع لغات في القرآن متفرقات على لغات العرب كلها يمنها


(١) يعني بضم الفاء وفتحها وكسرها "الإسراء: ٢٣، الأنبياء: ٦٧، الأحقاف: ١٧".
(٢) هو يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد الله البر النمري، أبو عمر القرطبي، الحافظ الفقيه، العالم بالقراءات والحديث والأنساب والأخبار، له مؤلفات مشهورة، توفي سنة ٤٦٣هـ "وفيات الأعيان ٢/ ٤٥٨": تذكرة الحفاظ ٣/ ٣٠٦، شذرات الذهب ٣/ ٣١٤".
(٣) المائدة: ٦٠، مر ذكره قريبا، انظر ص٩٨.
(٤) البقرة: ٧٩، ذكر البناء في هذه الكلمة وجهين، الأول: "متشابه" بميم وتاء مرفوعة الهاء منونة في الوصل وتخفيف الشين والثاني: "يشابه" مضارعا بالياء وتشديد الشين مرفوع الهاء "انظر: اتحاف فضلاء البشر ص١٣٩"، وقراءة الأئمة العشرة "تشابه" بفتح التاء والهاء وتخفيف الشين، ولم أجد في المراجع بقية الأوجه السبعة في هذه الآية.