للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال البيهقي في معنى قوله: "أُنزل القرآن لأربع وعشرين": إنما أراد -والله أعلم- نزول الملك بالقرآن من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا (١) .

وقال في معنى قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} (٢) : يريد -والله أعلم: إنا أسمعناه الملك وأفهمناه إياه وأنزلناه بما سمع، فيكون الملك منتقلا به من علو إلى سفل (٣) .

قلت: هذا المعنى مطرد في جميع ألفاظ الإنزال المضافة إلى القرآن أو إلى شيء منه: يحتاج إلى نحو هذا التأويل أهل السنة المعتقدون قدم القرآن، وأنه صفة قائمة بذات الله تعالى.

وفي المقصود بالإنزال الخاص المضاف إلى ليلة القدر أقوال:

أحدها: أنه ابتدئ إنزاله فيها.

والثاني: أنه أنزل في عشرين ليلة من عشرين سنة.

فنذكر ما حضرنا من الآثار في ذلك ومن أقوال المفسرين.

قال الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام [٤ ظ] في "كتاب فضائل القرآن": حدثنا يزيد (٤) -يعني ابن هارون- عن داود بن أبي


(١) كتاب الأسماء والصفات ص٢٣٤.
(٢) القدر: ١.
(٣) كتاب الأسماء والصفات ص٢٢٩.
(٤) هو يزيد بن هارون بن داود "ويقال زاذان" بن ثابت السلمي بالولاء، أبو خالد الواسطي، الحافظ، الثقة، توفي سنة ٢٠٦هـ "تاريخ بغداد ١٤/ ٣٣٧، تذكرة الحفاظ ١/ ٢٩١، تهذيب التهذيب ١١/ ٣٦٦".