المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز

الباب الخامس: في الفصل بين القراءة الصحيحة القوية والشاذة الضعيفة المروية - ج: 1 - ص: 170

الأمصار رجل ممن أخذ عن التابعين، اجتمعت الخاصة والعامة على قراءته وسلكوا فيها طريقه وتمسكوا بمذاهبه على ما روي -يعني- عن عمر بن الخطاب وزيد بن ثابت رضي الله عنهما من الصحابة، وعن ابن المنكدر (١) وعروة بن الزبير وعمر بن عبد العزيز (٢) وعامر الشعبي من التابعين أنهم قالوا: القراءة سنة يأخذها الآخر عن الأول، فاقرءوا كما علمتموه، قال زيد: القراءة سنة" (٣) . [٦٧ و] .

قال إسماعيل القاضي: "أحسبه يعني هذه القراءة التي جمعت في المصحف".

وذكر عن محمد بن سيرين أنه قال:

"كانوا يرون أن قراءتنا هذه هي أحدثهن بالعرضة الأخيرة"، وفي رواية قال: "نبئت أن القرآن كان يعرض على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كل عام مرة في شهر رمضان، فلما كان العام الذي توفي فيه عرض عليه مرتين".

قال ابن سيرين: "فيرون أو يرجون أن تكون قراءتنا هذه أحدث القراءات عهدًا بالعرضة الأخيرة". أخرجه أبو عبيد وغيره (٤) .

---

(١) هو محمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير "بالتصغير" بن عبد العزى القرشي التيمي، أبو عبد الله المدني، تابعي، من حفاظ الحديث، كان يعد من سادات القراء، توفي سنة ١٣٠هـ "تذكرة الحفاظ ١/ ١١٩، تهذيب التهذيب ٩/ ٤٧٣".
(٢) هو عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم القرشي الأموي، أبو حفص، قيل له: خامس الخلفاء الراشدين، تشبيها بهم، توفي سنة ١٠١هـ "تذكرة الحفاظ ١/ ١١٢، فوات الوفيات ٢/ ١٠٥، تهذيب التهذيب ٧/ ٧٧٥، تاريخ الخلفاء ص٨٨".
(٣) انظر: كتاب السبعة ص١ظ، ٣و.
(٤) مر ذكر هذه الرواية في ص٢٢.