للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المعزوة إلى عائشة فقال: قد سمعت هذا قبل أن تولد، ولكنا لا نأخذ به. وقال أبو عمرو في رواية أخرى: إني أتهم الواحد الشاذ إذا كان على خلاف ما جاءت به العامة".

"قال أبو حاتم السجستاني: أول من تتبع بالبصرة وجوه القراءات وألفها وتتبع الشاذ منها فبحث عن إسناده هارون بن موسى الأعور، وكان من العتيك مولى، وكان من القراء فكره الناس ذلك، وقالوا: قد أساء حين ألفها، وذلك أن القراءة إنما يأخذها هارون وأمة عن أفواه الأمة، ولا يلتفت منها إلى ما جاء من وراء وراء".

"وقال الأصمعي (١) عن هارون المذكور: وكان ثقة مأمونا، قال: وكنت أشتهي أن يضرب لمكان تأليفه الحروف" (٢) .

ثم قال الشيخ:

"فإن قيل: فهل في هذه الشواذ شيء تجوز القراءة به؟ "

"قلت: لا تجوز القراءة بشيء منها لخروجها عن إجماع المسلمين وعن الوجه الذي ثبت به القرآن -وهو التواتر- وإن كان موافقا للعربية وخط المصحف؛ لأنه جاء من طريق الآحاد، وإن كانت نقلته ثقات. فتلك الطريق لا يثبت بها القرآن. ومنها ما نقله من لا يعتد بنقله ولا يوثق [٧٢ و]


(١) هو عبد الله بن قريب الأصمعي، أبو سعيد البصري، أحد أئمة اللغة والغريب والأخبار، له مؤلفات، توفي سنة ٢١٥هـ "مراتب النحويين ص٤٦، غاية النهاية ١/ ٤٧٠، تهذيب التهذيب ٦/ ٤١٥".
(٢) جمال القراء ص ٦١و-٦٢و.