للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليه وسلم عنها. فلما اتصل ذلك بعمر رضي الله عنه نهى عنها لنهي [١٤ ظ] النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنها. فاشتهر ذلك وثبت، والله أعلم.

الضرب الثالث: ما نسخ حكمه وبقيت تلاوته كآية عدة الوفاة حولا نسخت بالآية التي قبلها التي ذكر فيها {أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} (١) .

وفي صحيح البخاري عن عبد الله بن الزبير قال: قلت لعثمان بن عفان رضي الله عنه الآية التي في البقرة: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ} (٢) ، لِمَ تكتبها وقد نسختها الآية الأخرى؟ قال: يابن أخي، لا أغير شيئا عن مكانه (٣) .

وأسند البيهقي في "كتاب المدخل" و"الدلائل" عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: كنا حول رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نؤلف (٤) القرآن، إذ قال: "طوبى للشام"، فقيل له: ولِمَ؟ قال: "إن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليهم" (٥) .

زاد في "الدلائل": نؤلف القرآن من الرقاع، ثم قال: وهذا يشبه أن يكون أراد به تأليف ما نزل من الآيات المتفرقة في سورها، وجمعها فيها بإشارة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم كانت مثبتة في الصدور مكتوبة في الرقاع واللخاف والعسب، فجمعها منها في صحف بإشارة أبي بكر


(١) البقرة: ٢٣٤.
(٢) البقرة: ٢٤٠.
(٣) البخاري ٥/ ١٦٣.
(٤) نؤلف: هنا بمعنى نجمع.
(٥) ورواه في شعب الإيمان ١/ ٣٧٩، وانظر: كتاب الانتصار ١/ ٨٩ وأيضا.