للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجوه القراءات. والله أعلم" (١) .

قلت: إنما كان قصدهم أن ينقلوا من عين المكتوب بين يدي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يكتبوا من حفظهم لأن قراءتهم كانت مختلفة لما أبيح لهم من قراءة القرآن على سبعة أحرف على ما سيأتي تفسيرها. والله أعلم.

قال عبد الله (٢) : "حدثنا أبو الطاهر (٣) ، أخبرنا ابن وهب، أخبرني مالك عن ابن شهاب عن سالم وخارجة: أن أبا بكر الصديق كان قد جمع القرآن في قراطيس، وكان قد سأل زيد بن ثابت النظر في ذلك فأبى، حتى استعان عليه بعمر، ففعل، فكانت تلك الكتب عند أبي بكر حتى توفي، ثم عند عمر حتى توفي، ثم عند حفصة زوج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأرسل إليها عثمان فأبت أن تدفعها إليه، حتى عاهدها ليردنها إليها، فبعثت بها إليه، فنسخ منها عثمان هذه المصاحف، ثم ردها إليها، فلم تزل عندها حتى أرسل مروان فأخذها فحرقها" (٤) .

وفي تفسير الطبري: "عن عمارة بن غزية (٥) عن [١٩ و] ابن شهاب عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه قال: فأمرني أبو بكر فكتبته في قطع الأدم


(١) جمال القراء ص٢٤ظ.
(٢) هو مؤلف كتاب المصاحف أبو بكر عبد الله بن أبي داود، سبقت ترجمته في الحاشية رقم ١ ص٥٥.
(٣) هو أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو الأموي بالولاء، أبو الطاهر المصري، من حفاظ الحديث، له شرح الموطأ، توفي سنة ٢٥٠هـ على خلاف "تذكرة الحفاظ ٢/ ٧٩، تهذيب التهذيب ١/ ٦٤".
(٤) كتاب المصاحف ص٩.
(٥) هو عمارة بن غزية بن الحارث بن عمرو الأنصاري المازني المدني، من ثقات رجال الحديث، توفي سنة ١٤٠هـ "ميزان الاعتدال ٢/ ٢٤٨، تهذيب التهذيب ٧/ ٤٢٤".