للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على لسان قريش فاكتبوه كما ... على الرسول به إنزاله انتشرا

فجردوه كما يهوى كتابته ... ما فيه شكل ولا نقط فيحتجرا

وسار في نسخ منها مع المدني ... كوف وشام وبصر تملأ البصرا

وقيل: مكة والبحرين مع يمن ... ضاعت بها نسخ في نشرها قطرا (١)

القطر: العود، أي فاحت رائحة طيب هذه النسخ بهذه الأقاليم، فهو كقوله في قصيدته الكبرى (٢) :

"فقد ضاعت شذا وقرنفلا ... ......................

والهاء في "قريشه" لعثمان، وفي "به" تعود على لسان قريش، وقوله: "فجردوه" أي كتبوه على لسان قريش مجردًا من باقي لغات العرب.

وهذه مسألة فيها نظر واختلاف، وسيأتي تحقيقها في الباب الثالث الذي هو عمدة هذا الكتاب، والمقصود بهذا التصنيف وما قبله وما بعده من الأبواب مقدم بين يديه، وتبع له لشدة تعلق الجميع به.

قال أبو حاتم السجستاني (٣) : لما كتب عثمان رضي الله عنه المصاحف حين جمع القرآن كتب سبعة مصاحف، فبعث واحدا إلى مكة، وآخر إلى الشام، وآخر إلى اليمن، وآخر إلى البحرين، وآخر إلى البصرة، وآخر إلى الكوفة، وحبس بالمدينة واحدًا.


(١) انظر: الوسيلة ص١٢ ظ - ٢٣ و.
(٢) هي القصيدة اللامية المشهورة في القراءات وتسمى "حرز الأماني ووج التهاني"، وانظر البيت المذكور في: سراج القارئ ص١١.
(٣) هو سهل بن محمد بن عثمان السجستاني، إمام البصرة في النحو والقراءة واللغة والعروض، له مؤلفات، توفي سنة ٢٥٠هـ على خلاف. "مراتب النحويين ص٨٠، إنباه الرواة ٢/ ٥٨، غاية النهاية ١/ ٣٢٠، بغية الوعاة ص٢٦٥".