فلانًا فأخبرني، فبالإضافة إلى أستاذه الأكبر محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، نجده يروي عن عدد كبير من العلماء، كثيرون منهم من أسرة واحدة؛ مثل آل الزبير ومواليهم، فهو يروي عن هشام بن عروة بن الزبير، وعن يحيى بن عروة بن الزبير، وعن عمر بن عبد الله بن الزبير، وعن محمد بن جعفر بن الزبير وعن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، وعن يزيد بن رومان، مولى عروة بن الزبير، وغيره من مواليهم، ورواية ابن إسحاق عن هشام بن عروة عن أبيه، أو عن الزهري عن عروة بن الزبير، لها قيمتها الكبرى من ناحية التوثيق العلمي؛ فهي مرفوعة في أغلب الأحوال إلى السيدة عائشة، أم المؤمنين -رضي الله عنها- وإذا رفعت الرواية عن الثقات، عن سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى السيدة عائشة، كانت هي الصدق بعينه، كذلك يروي ابن إسحاق عن نافع مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب، وعن عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري، وعن عبد الله بن أبي بكر بن حزم الأنصاري، وعن أبيه إسحاق بن يسار. ورجال هذه الطبقة -الثانية- من علماء المغازي والسير، هم أساتذة محمد ابن إسحاق وشيوخه المباشرون، ولكثرة عددهم؛ فمن الصعب الحديث عنهم كلهم في حيز هذا الكتيب، ولذلك سنقصر الحديث على أشهرهم وأكثرهم تأثرًا في إثراء حركة التأليف في ميدان المغازي والسير، ويأتي على رأس القائمة: