إذا نحن وصلنا إلى ابن إسحاق فقد وصلنا إلى إمام الأئمة وأكبر علماء السير والمغازي على الإطلاق، وفي كل العصور، ومن عليه كان اعتماد كل من كتب في السيرة النبوية ومغازي الرسول -صلى الله عليه وسلم- ممن جاءوا بعده.
فهو فارس هذا الميدان دون منازع، ولقد شهد له بذلك جمع من العلماء، منهم أستاذه، محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، حيث قال:"من أراد المغازي فعليه بابن إسحاق". وقال عنه الإمام الشافعي:"من أراد التبحر في المغازي فهو عيال على ابن إسحاق". ويقول عنه ابن خلِّكان -وهو راوي هذه الأخبار:"وأما في المغازي والسير فلا تجهل إمامته". وسئل يحيى بن معين عن ابن إسحاق فقال:"قال عاصم بن عمر بن قتادة: لا يزال في الناس علم ما عاش ابن إسحاق". وقال سفيان بن عيينة: "لا يزال
١ انظر فيما يتعلق بابن إسحاق وأخباره ومكانته العلمية وآراء العلماء فيه، المصادر الآتية: ١- الطبقات الكبرى لابن سعد، ج٤ ص٣٢١- ٣٢٢ - طبعة دار صادر بيروت. ٢- الجرح والتعديل لابن أبي حاتم، القسم الثاني من المجلد الثالث ص١٩١- ١٩٤ - دار الكتب العلمية - بيروت. ٣- تاريخ بغداد للخطيب البغدادي - دار الكتاب العربي بيروت. ٤- الفهرست لابن النديم - دار المعرفة بيروت. ٥- تذكرة الحفاظ للذهبي ج١ ص١٧٢. ٦- لسان الميزان لابن حجر، ج٥، ص٧٢ - مؤسسة الأعلى للمطبوعات، بيروت.