ينتسب الزهري إلى بني زهرة، وهم أخوال النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو من كبار التابعين وأعلامهم، ويعتبر من أعظم مؤرخي المغازي والسير، وإليه يرجع الفضل في تأسيس مدرسة المدينة التاريخية، إلى جانب كونه من كبار الفقهاء والمحدثين. وقد رأى الزهري عشرة من الصحابة، وتتلمذ على كبار علماء التابعين وأعلامهم، ومنهم سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وهؤلاء هم الذين كان الزهري يعتبرهم بحور قريش في العلم.
وروى عن الزهري جماعة من العلماء الأئمة الأعلام، يأتي في مقدمتهم فقيه المدينة وعالمها الأشهر -الذي قيل عنه: لا يفتى ومالك في المدينة- مالك بن أنس الأصبحي، وسفيان بن عيينة، وسفيان الثوري, وقد ذاع صيت الزهري، وأصبحت له مكانة علمية رفيعة في أوساط العلماء، فقد سئل مكحول الدمشقي: من أعلم من رأيت؟ فقال: ابن شهاب. قيل له: ثم من؟ قال: ابن شهاب. قيل له: ثم من؟ قال: ابن شهاب؛ كان قد حفظ علم الفقهاء السبعة -يقصد فقهاء المدينة المشهورين. وكتب عمر بن عبد العزيز وهو خليفة -إلى
١ انظر ترجمة الزهري في وفيات الأعيان لابن خَلِّكَان، جـ٤ ص١٧٧ وما بعدها، وفي تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني، جـ٩، ص٤٤٨ وما بعدها.