القرن الثالث، ومن خلال ما مر نستطيع أن نستنتج النتائج الآتية:١.
١- إن أكثر وأشهر كتاب السير والمغازي الأولين، كانوا من أهل المدينة، وكان ذلك أمرًا طبيعيًّا، لأن أكثر أحداث السيرة، وكل المغازي كانت في المدينة، والنبي -صلى الله عليه وسلم- هو محور كل ذلك، وكان من حوله من الصحابة أعرف الناس بتلك الأخبار، لأنهم شهودها ومشتركون فيها، وكان يروونها ويحدثون بها ويتناقلونها في فخر واعتزاز كبيرين، وقد تلقى التابعون منهم كل ذلك بشغف كبير وسلموا كل ذلك إلى رجال التدوين الذين حفظوه بكل تفاصيله، وسلموه بدورهم للأجيال التالية حتى وصل إلينا، وهو ثروة قلما حظيت بها أمة من الأمم عن تاريخ نبيها وسيرته ومغازيه، فجزاهم الله خير الجزاء، وغفر لهم، وأسكنهم فسيح جناته.
٢- كانت السير والمغازي -في البداية- جزءًا من الحديث يرويه الصحابة، كما يروون الأحاديث، وقد شغلت السيرة النبوية حيزًا غير قليل من الأحاديث، والذين ألفوا في الأحاديث لم تخلُ كتبهم من ذكر ما يتعلق بحياة النبي -صلى الله وعليه وسلم- ومغازيه وخصائصه ومناقبه، وقد استمر هذا المنهج، حتى بعد أن انفصلت السيرة، عن علوم الحديث، وأصبحت علمًا مستقلًّا، له علماؤه ومؤلفوه، وأقدم كتاب