للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صراط الله المستقيم وترك الأمة على مثل البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.

ولقد شهد الصحابة رضوان الله عليهم بهذا. فهم الذين كان النبي صلى الله عليه وسلم بين ظهرانيهم، وكانوا ملازمين له في كل أحواله وحركاته فهم أعلم بما كان. وسأورد بعض ما ورد عنهم في هذا الشأن.

فقد سئل سلمان الفارسي١ رضي الله عنه فقيل له"أقد أعلمكم نبيكم صلى الله عليه وسلم كل شيء حتى الخراءة؟

فقال: "أجل لقد نهانا أن نستقبل القبلة بغائط أو بول أو أن نستجي باليمين أو أن نستنجي بأقل من ثلاثة أحجار، أو أن نستنجي برجيع٢ أو بعظم"٣. وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: "لقد تركنا محمدا صلى الله عليه وسلم وما يحرك طائر جناحيه في السماء إلا أذكرنا منه علما"٤.

وعن عائشة٥ رضي الله عنها قالت: "من حدثك أن محمدا كتم شيئا مما


١ سلمان أبو عبد الله الفارسي أصله من رامهرمز وقيل من أصبهان سمع بالنبي صلى الله عليه وسلم قبل مبعثه فتغرب بحثا عنه وتسبب ذلك إلى وقوعه في الرق ومنّ الله عليه بالإسلام. أول مشاهده الخندق، وكان رضي الله عنه خيرا فاضلا حبرا عالما زاهدا، توفي عام ٣٥ هـ. الإصابة (٢/٦٠، ٦١) رقم ٣٣٥٧.
٢ الرجيع: القذرة والروث، سمي رجيعا لأنه رجع عن حالته الأولى بعد أن كان طعاما أو علقا. النهاية (٢/ ٢٠٣) .
٣ أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الطهارة: باب الاستطابة (١/ ١٥٤) .
٤ أخرجه أحمد في مسنده (٥/ ١٥٣) .
٥ هي الصديقة أم المؤمنين واسمها عائشة بنت أبي بكر الصديق ولدت بعد البعثة بأربع سنوات أو خمس وتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وهي بنت تسع وكانت رضي الله عنها من أعلم الصحابة وأفقههم، وكانت أحب نساء النبي صلى الله عليه وسلم، توفيت عام ٥٨هـ. الإصابة (٤/ ٣٤٨- ٣٥٠) رقم ٧٠٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>