للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأحكام الشرعية التي كلف بها علما وعملا، فالمنفي هو الإيمان التفصيلي لا الإجمالي.

فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم قبل نزول الوحي إليه مبغضا للشرك وعبادة الأصنام ومتجها إلى الله وحده كما سبق الاستدلال على ذلك، فلما نزلت عليه الفرائض والأحكام الشرعية التي لم يكن يدري بها قبل الوحي آمن بها وطبقها. فهذا هو المعنى الصحيح للآية، كما ذكر ذلك علماء التفسير عند تفسيرها قال ابن كثير: " {مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ} على التفصيل الذي شرع لك في القرآن"١.

وقال الشوكاني٢: "ومعنى {وَلا الإِيمَانُ} أنه كان صلى الله عليه وسلم لا يعرف تفاصيل الشرائع ولا يهتدي إلى معالمها وخص الإيمان لأنه رأسها وأساسها"٣.

ب- ومن النصوص كذلك قول الله تعالى {وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى} ٤ فقد يتوهم البعض أن الآية تعني أن نبينا كان على ضلال قبل مبعثه وهذا فهم خاطئ وباطل ترده النصوص التي سبق إيرادها والتي نصت على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان من أول حاله إلى نزول الوحي عليه معصوما من عبادة الأوثان وقاذورات أهل الفسق والعصيان.

وقد أشار إلى بطلان هذا اللهم القرطبي عند تفسيره لهذه الآية حيث قال:


١ تفسير ابن كثير (٤/ ١٢٢) .
٢ محمد بن علي بن محمد الشوكاني، فقيه مجتهد، من كبارعلماء اليمن له (١١٤ مؤلفا) ولد سنة ١١٧٣ هـ وتوفي سنة ١٢٥٠ هـ. الأعلام: (٦/ ٢٩٨) .
٣ فتح القدير (٤/ ٥٣٠) .
٤ الآية (٧) من سورة الضحى.

<<  <  ج: ص:  >  >>