للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ} ٢.

فليس المقصود بالغفلة هنا الشرك والغواية إنما المقصود منها الغفلة عن قصة يوسف مع الله وإخوته كما يوضح ذلك سياق الآية. فهذه القصة وأمثالها لا تعلم إلا من الوحي فلهذا لا يلحقه نقص بسببها.

وهذا هو ما ذكره علماء التفسير عند هذه الآية.

قال القرطبي: "أي من الغافلين عما عرفناكه"٣. وقال الشوكاني: "والمعنى أنك من قبل إيحائنا إليك من الغافلين عن هذه القصة"٤.

د- ومن تلك النصوص ما رواه عثمان بن أبي شيبة٥ بسنده عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم قد كان يشهد مع المشركين مشاهدهم، فسمع ملكين من خلفه وأحدهما يقول لصاحبه: اذهب بنا حتى نقوم خلفه، فقال الآخر: كيف نقوم خلفه وإنما عهده باستلام الأصنام، فلم يعد بعد ذلك يشهد مع المشركين مشاهدهم"٦.


١ انظر: تفسير القرطبي (٢٠/ ٩٧) بتصرف.
٢ الآية (٣) من سورة يوسف.
٣ تفسير القرطبي (٩/ ١٢٠) .
٤ فتح القدير (٣/٤) .
٥ هو: عثمان بن محمد بن أبي شيبة الكوفي العبسي، من حفاظ الحديث، وله من المصنفات: المسند، والتفسير، ولد سنة ١٥٦ هـ وتوفي سنة ٢٣٩ هـ. تاريخ بغداد (١١/ ٣٨٢) .
٦أخرجه ابن عدي في الكامل (٤/ ١٤٤٧) ، والخطيب في تاريخ بغداد (١١/ ٢٨٦)
وأبو يعلى الموصلي في مسنده، والعقيلى في الضعفاء، وابن الجوزي في العلل المتناهية (١/ ١٦٦) ، والبيهقي في دلائل النبوة (٢/ ٣٥) . وأورده الذهبي في الميزان (٣/ ٣٥) وأورده ابن حجر في لسان الميزان (٣/ ٥٣) وأورده ابن كثير في التاريخ (٢/ ٢٨٨) وأورده السيوطي في الخصائص الكبرى (١/ ١٥٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>