للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢- إجماع قرييش على الإقرار بصدقه حينما جمعها ليصدع بالدعوة جهرا فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "لما نزلت {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} ١ صعد النبي صلى الله عليه وسلم على الصفا فجعل ينادي: "يا بني فهريا بني عدي" - لبطون قريش - حتى اجتمعوا، فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا لينظر ما هو، فجاء أبو لهب٢ وقريش، فقال: "أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي". قالوا: ما جربنا عليك إلا صدقا.

قال: "فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ... " الحديث٣

فالشاهد من الحديث قولهم "ما جربنا عليك إلا صدقا" فالنبي صلى الله عليه وسلم انتزع منهم هذه الشهادة الجماعية بصدقه وانتفاء الكذب عنه، لعلمه بما قد سيقع من تكذيبهم له عند إخبارهم بأمر الرسالة.

٣- على تكذيب قريش للنبي صلى الله عليه وسلم في دعوة النبوة إلا أن أحدا منهم لم يجرؤ على وصفه بالكذب في سواها فقد قال أبو جهل٤ للنبي صلى الله عليه وسلم: إنا لا نكذبك، ولكن نكذب الذي جئت به٥ فأنزل الله تعالى: {فَإِنَّهُمْ لا


١ الآية (٢١٤) من سورة الشعراء.
٢ اسمه عبد العزى بن عبد المطب وكنيته أبو عتبة وهو أحد أعمام الرسول صلى الله عليه وسلم، كان كثير الأذية لرسول الله صلى الله عليه وسلم والبغضة له ولدينه. تفسير ابن كثير (٤/ ٥٦٤) .
٣ أخرحه البخاري في صحيحه كتاب التفسير: باب {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} ، انظر: فتح الباري (١٨/ ٥٠١) ح ٤٧٧٠، واللفظ له.
٤ اسمه عمرو بن هشام، وكان من أشد الناس عداوة للنبي صلى الله عليه وسلم قتل يوم بدر. ابن الأثير (١/ ٢٣- ٤٧) .
٥ انظر: تفسير الطبري (٧/ ١٨٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>