للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منهم" ١.

والشاهد من الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: "وجعلت الذلة والصغارعلى من خالف أمري وعنه رضي الله عنه قال: "أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه فقال: "يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن، وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذ بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله، إلا جعل الله بأسهم بينهم" ٢. فهذا بعض ما ورد في السنة في العقوبات الدنيوية.

أما على صعيد العقوبات الأخروية فالأمر أشد وأعظم فالآخرة هي دار الجزاء والثواب والعقاب.

فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى المقبرة فقال: "السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، وددت أنا قد رأينا إخواننا. فقالوا: أوَلسنا إخوانك يارسول الله؟، قال: بل أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد، وأنا فرطهم ٣ على


١ أخرجه الإمام أحمد في مسنده (٢/ ٥٠/ ٩٢) وقد جود إسناده شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم (ص ٣٩) ، وحسنه الحافظ ابن حجر في الفتح (١٠/ ٢٣) .
٢ أخرجه ابن ماجة في السنن، كتاب الفتن، باب العقوبات (٢/ ١٣٣٢، ١٣٣٣) ح ٤٠١٩
٣ فرطهم: أي متقدمهم إليه. يقال فرط يفرط، فهو فارط وفرط إذا تقدم وسبق القوم ليرتاد لهم الماء، ويهيئ لهم الدلاء والأرشية. النهاية (٣/ ٤٣٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>