للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال محمد بن نصر المروزي: " وأما النصيحة للرسول صلى الله عليه وسلم في حياته: فبذل المجهود في طاعته، ونصرته ومعاونته وبذل المال إذا أراده، والمسارعة إلى محبته. وأما بعد وفاته: فالعناية بطلب سنته، والبحث عن أخلاقه وآدابه، وتعظيم أمره، ولزوم القيام به، وشدة الغضب والإعراض عن من يدين بخلاف سنته والغضب على من ضيعها لأثرة دنيا، وإن كان متدينا بها. وحب من كان منه بسبيل من قرابة، أو صهر، أو هجرة، أو نصرة أو صحبة ساعة من ليل أو نهار على الإسلام، والتشبه به في زيه ولباسه "١.

وقال القاضي عياض "قال أبو بكر الآجري وغيره: النصح له يقتضي نصحين: نصحًا في حياته، ونصحًا بعد مماته.

ففي حياته نصح أصحابه له بالنصر والمحاماة عنه، معاداة من عاداه، والسمع والطاعة له، وبذل النفوس والأموال دونه كما قال تعالى: {رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} ٢.

وقال تعالى: {وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} ٣.

وأما نصيحة المسلمين له بعد وفاته: فالتزام التوقير والإجلال، وشدة المحبة له والمثابرة على تعلم سنته، والتفقه في شريعته، ومحبة آل بيته وأصحابه، ومجانبة من رغب عن سنته وانحرف عنها، وبغضه والتحذير منه والشفقة على أمته، والبحث عن تعريف أخلاقه وسيره وآدابه، والصبر على ذلك٤.


١ الآية (٢٣) من سورة الأحزاب.
٢ الآية (٨) من سورة الحشر.
٣ الشفا (٢/٥٨٤-٥٨٥) .
٤ الشفا (٢/٥٨٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>