للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعنه أيضا أنه قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: "والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي"١.

"فآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم من الحقوق ما يجب رعايتها، فإن الله جعل لهم حقا في الخمس والفيء وأمر بالصلاة عليهم مع الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم"٢.

"فالصلاة على آله هي من تمام الصلاة عليه وتوابعها، لأن ذلك مما تقر به عينه، ويزيده الله به شرفا وعلوًا، صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليمًا"٣.

"وكذلك علينا احترامهم وإكرامهم والإحسان إليهم فإنهم من ذرية طاهرة من أشرف بيت وجد على وجه الأرض فخرًا وحسبًا ونسبًا.

ولاسيما إذا كانوا متبعين للسنة النبوية الصحيحة الواضحة الجلية كما كان عليه سلفهم كالعباس وبنيه، وعليّ وأهل بيته وذريته رضي الله عنهم أجمعين"٤.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية٥ "وآل محمد صلى الله عليه وسلم هم الذين حرمت عليهم الصدقة٦ هكذا قال الشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهما من العلماء".

والأحاديث في فضائلهم ومناقبهم كثيرة جدًا، وهي مبسوطة في الصحيحين والمسند والسنن وغيرها من كتب الحديث.


١ أخرجه البخاري في صحيحه كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب قرابة الرسول صلى الله عليه وسلم. فتح الباري (٧/٧٧، ٧٨) ح ٣٧١٢، وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الجهاد والسير، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم "لا نورث وما تركناه صدقة" (٥/١٥٥، ١٥٦) .
٢ مجموع الفتاوى (٣/٤٠٧) .
٣ جلاء الأفهام (ص ١٧٥) .
٤ تفسير ابن كثير (٤/١١٣) .
٥ مجموع الفتاوى (٣/٤٠٧) .
٦ قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "واختلف في آل النبي صلى الله عليه وسلم على أربعة أقوال:
القول الأول: هم الذين حرمت عليهم الصدقة. وفيهم ثلاثة أقوال للعلماء:
أحدها: أنهم بنو هاشم، وبنو المطلب، وهذا مذهب الشافعي وأحمد في رواية عنه.
والثاني: أنهم بنو هاشم خاصة وهذا مذهب أبى حنيفة، والرواية عن أحمد، واختيار ابن القاسم صاحب مالك.
والثالث: أنهم بنو هاشم ومن فوقهم إلى بني غالب، ويدخل فيهم بنو المطب، وبنو أمية، وبنو نوفل ومن فوقهم إلى بني غالب، وهذا اختيار أشهب من أصحاب مالك حكاه صاحب "الجراهر" عنه وحكاه اللخمي في "التبصرة" عن أصبغ، ولم يحكه عن أشهب.
وهذا القول في الآل أعني -أنهم الذين تحرم عليهم الصدقة هو منصوص الشافعي وأحمد والأكثرين، وهو اختيار جمهور أصحاب أحمد والشافعي.
القول الثاني: أن آل النبي صلى الله عليه وسلم هم ذريته وأزواجه خاصة، حكاه ابن عبد البر في التمهيد.
القول الثالث: أن آله صلى الله عليه وسلم أتباعه إلى يوم القيامة حكاه ابن عبد البر عن بعض أهل العلم، وأقدم من روى عنه هذا القول جابر بن عبد الله، ذكره البيهقي عنه، ورواه عن سفيان الثوري وغيره، واختاره بعض أصحاب الشافعي. حكاه عنه أبو الطب الطبري في تعليقه، ورجحه الشيخ محي الدين النووي في شرح مسلم واختاره الأزهري.
القول الرابع: أن آله صلى الله عليه وسلم هم الأتقياء من أمته حكاه حسين والراغب وجماعة.
ثم ذكر رحمه الله حجج هذه الأقوال ويين ما فيها من الصحيح والضعيف إلى أن قال: "والصحيح هو القول الأول، ويليه القول الثانى. أما القول الثالث والرابع فضعيفان". جلاء الأفهام (ص ١٦٤- ١٧٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>