للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسماها سبحانه {مَتَاعُ الْغُرُورِ} ١ ونهي عن الاغترار بها وأخبرنا عن سوء عاقبة المغترين بها، وحذرنا مثل مصارعهم وذم من رضي بها واطمأن إليها.

٢- الثاني: علمه أن وراءها دارا أعظم منها قدرا وأجل خطرا، وهي دار البقاء، فالزهد فيها لكمال الرغبة فيما هو أعظم منها.

٣- الثالث: معرفته بأن زهده فيها لا يمنعه شيئا كتب له منها.

وأن حرصه عليها لا يجلب له ما لم يقض له منها.

فمتى تيقن ذلك ثلج له صدره، وعلم أن مضمونه منها سيأتيه، وبقي حرصه وتعبه وكده ضائعا والعاقل لا يرضى، لنفسه بذلك.

فهذه الأمور الثلاثة تسهل على العبد الزهد فيها ويثبت قدمه في مقامه"٢.

الزهد البدعي:

وهو الذي عليه حال كثير من المتصوفة الذين تركوا الكسب والاكتساب ولم يأخذوا بالأسباب، وانقطعوا انقطاعا تاما عن الوسائل المشروعة لتحصيل الرزق. فأصبحوا بذلك عالة على الناس يتكففونهم ويعيشون على صدقاتهم وزكاتهم وأوقافهم، وصاروا عضوا أشل في مجتمعاتهم، فأوقعوا أنفسهم في محاذير كثيرة منها:

١- دخولهم في الرهبانية التي نهى الشارع الحكيم عنها.

٢- مخالفتهم لأوامر الله لعباده بالسعي في الأرض وطلب الرزق الحلال

٣- وقوعهم في مسألة الناس مع قدرتهم على طلب الرزق فاستحقوا بذلك الوعيد الشديد الوارد في هذا الشأن.


١ الآية (١٨٥) من سورة آل عمران.
٢ طريق الهجرتين (٤٥٣- ٤٥٦) بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>