للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنده بمكان فأزيل هذا التوهم وبين أنه أكرم الخلق على ربه تعالى.

وأيضا لما أرشد الله المؤمنين إلى الحال التي يجب أن يكونوا عليها مع نبيه صلى الله عليه وسلم من التعظيم والتوقير- ولهم معه حالتان:

١- حالة الخلوة: والواجب هناك عدم إزعاجه- بين ذلك بقوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيّ} ١

٢- وحالة الملأ: والواجب هناك إظهار التعظيم، بين ذلك بقوله {صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} ٢.

وأيضا لما أمر الله سبحانه وتعالى بالاستئذان في بيوته، وعدم النظر إلى وجوه زوجاته، وغير ذلك من الآداب إكراما وتبجيلا، كمل سبحانه بيان حرمته بقوله {صَلُّوا عَلَيْهِ} .

وأيضا لما بين الأدب معه في حال الخلوة، وكان حاله في الملأ نوعين، لأنه يكون أعلى وأسفل، فبين أنه في الأعلى محترم في غاية الاحترام ثم بين ما يجب على الملأ الأسفل من ذلك التعظيم بقوله {صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} ٣

٦- وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً} ٤

فالله تعالى من تعظيمه لنبيه صلى الله عليه وسلم حفظ له كرامته وصان له حقه ففرق بين


١ الآية (٥٣) من سورة الأحزاب
٢ الآية (٥٦) من سورة الأحزاب
٣ الصلات والبشر في الصلاة على خير البشر (ص ١٩- ٢٠)
٤ الآيتان (٥٧-٥٨) من سورة الأحزاب

<<  <  ج: ص:  >  >>