للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: فقد صدق والله يارسول الله، أنت والله الأعز وهو الأذل أما والله قد قدمت المدينة يارسول الله، وإن أهل يثرب ليعلمون ما بها أحد أبر مني، ولئن كان يرضي الله ورسوله أن آتيهما برأسه لأتينهما به.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا". فلما قدموا المدينة، قام عبد الله بن عبد الله ابن أبي على بابها بالسيف لأبيه، ثم قال: أنت القائل لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، أما والله لتعرفن العزة لك أو لرسول الله، والله لا يأويك ظله، ولا تأويه أبدا إلا بإذن من الله ورسوله.

فقال: ياللخزرج ابني يمنعني بيتي، ياللخزرج ابني يمنعني بيتى

فقال: والله لا تأويه أبدا إلا بإذن منه.

فاجتمع إليه رجال فكلموه، فقال: والله لا يدخله إلا يإذن من الله ورسوله فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه. فقال: "اذهبوا إليه، فقولوا له خله ومسكنه، فأتوه فقال: أما إذا جاء أمر النبي صلى الله عليه وسلم فنعم"١.

وفي رواية عند الترمذي: "فقال له ابنه عبد الله بن عبد الله: والله لا تنفلت حتى تقر أنك الذليل ورسول الله صلى الله عليه وسلم العزيز، ففعل"٢.

وبعد. فهذا غيض من فيض مما ورد في تعظيم الصحابة رضوان الله عليهم للنبي صلى الله عليه وسلم في حياته، وفي الحقيقة فإن كل مواقفهم تشهد لهم بتعظيمه واحترامه وتوقيره.


١ أخرجه الطبري في تفسيره (٢٨/ ١١٤، ١١٥) تفسير سورة المنافقرن الآية (٨)
٢ سنن الترمذي (٥/ ٤١٨) ح ٣٣١٥ كتاب تفسير القرآن، باب ومن سورة المنافقين. وأورده ابن كئير في تفسيره (٤/٣٧٢) وعزاه للحميدي في مسنده وأورده ابن حجر في فتح الباري (٨/ ٦٥٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>