للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سبحانه أن لا يدعى رسوله بما يدعو الناس بعضهم بعضا بل يقال: يارسول الله يانبي الله ولا يقال يامحمد وقد كان الصحابة لا يخاطبونه إلا بـ"يارسول الله، يا نبي الله".

وإذا كان هذا في حياته فهكذا في مغيبه لا ينبغي أن يجعل ذكره من جنس ما يذكر به غيره، بل يجب أن يقرن ذكره بالنبوة أو الرسالة وأن يدعى له بأشرف دعاء وهو الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم١. فهذا من التعظيم الواجب له صلى الله عليه وسلم وفي الحديث "رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل عليّ" ٢.

وفي الحديث الآخر "البخيل من ذكرت عنده فلم يصل عليّ" ٣.

ومن تعظيم اللسان تعداد فضائله وخصائصه ومعجزاته ودلائل نبوته وتعريف الناس بسنته وتعليمهم إياها وتذكيرهم بمكانته ومنزلته وحقوقه، وذكر صفاته وأخلاقه وخلاله، وما كان من أمر دعوته وسيرته وغزواته والتمدح بذلك شعرا ونثرا، بشرط أن يكون ذلك في حدود ما أمر به الشارع الكريم، مع الابتعاد عن مظاهر الغلو والإطراء المحظور.

وأما وتعظيم الجوارح له صلى الله عليه وسلم: فهو العمل بشريعته، والتأسي بسنته، والأخذ بأوامره ظاهرا وباطنا، والتمسك بها والحرص عليها، وتحكيم ما جاء به في


١ جلاء الأفهام (ص ٨٠) بتصرف.
٢ أخرجه الترمذي في السنن، كتاب الدعوات، باب قول رسول الله صلى الله عليه وسل "رغم أنف رجل" (٥/٥٥٠) ح ٣٥٤٥ وأخرجه ابن حبان في صحيحه. انظر موارد الظمآن (٢٣٨٧) . وأخرجه إسماعيل القاضي في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (ص ٨- ٩- ١٠) ح ١٥- ١٦ - ١٧- ١٨- ١٩، وقال الألباني في تعليقه عليه: "حديث صحيح بشواهده".وأخرجه الحاكم في المستدرك (١/ ٥٤٩) .
٣ تقدم تخريجه ص ٣٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>