للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن القيم: "وهذا القول هو من جنس الذي قبله"١.

القول الثالث: أن معنى صلاة الله تعالى على نبيه ثناؤه وتعظيمه وإظهار شرفه وفضله وحرمته.

فإذا قلنا اللهم صل على محمد فإنما نريد اللهم عظم محمدا في الدنيا بإعلاء ذكره وإظهار دينه وإبقاء شريعته، وفي الآخرة بتشفيعه في أمته وإجزال أجره ومثوبته وإبداء فضله للأولين والآخرين بالمقام المحمود وتقديمه على كافة المقربين والشهود٢. قال أبو العالية٣: "صلاة الله ثناؤه عليه عند الملائكة"٤. وعن الربيع بن أنس٥ قال: "صلاة الله عليه ثناؤه عند ملائكته"٦ وقال الخليل بن أحمد: "صلوات الله على أنبيائه والصالحين من خلقه: حسن ثنائة عليهم وحسن ذكره لهم"٧.


١ جلاء الأفهام (ص ٧٥) .
٢ المنهاج (٢/ ١٣٤) .
٣ رفيع (بالتصغير) بن مهران أبو العالية الرياحي مولاهم، البصري أدرك الجاهلية وأسلم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين ودخل على أبي بكر وصلى خلف عمر، ثقة، توفي سنة تسعين وقيل بعد ذلك. تهذيب التهذيب (٣/ ٢٨٤- ٢٨٦) .
٤ ذكره تعليقا البخاري في صحيحه، كتاب التفسير، باب تفسير قوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيّ ... } الآية. انظر: فتح الباري (٨/ ٥٣٢) .
٥ الروح بن أنس البكري ويقال الحنفي البصري ثم الخرساني روى عن أنس بن مالك وأبي العالية والحسن البصري وغيرهم، مات في خلافة أبي جعفر المنصور. تهذيب التهذيب (٣/ ٢٣٨- ٢٣٩) .
٦ كتاب فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (ص ٤٠) القول البديع (ص ١٩) . وأورده ابن حجر في الفتح وعزاه لابن أبي حاتم. فتح الباري (٨/٥٣٣) .
٧ العين (٧/ ١٥٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>