للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإما مأخوذ من الرَّسْل وهو التتابع فيقال جاءت الإبل رَسْلا أي متتابعة، ويقال جاءوا أرْسَالأ: أي متتابعين.

ومعنى الرسول على هذا الاشتقاق: هو الذي يتابع أخبار الذي بعثه١.

ولو نظرنا إلى كلا الاشتقاقين فإنا نجد أن لفظ الرسول في اصطلاح الشرع يدل عليهما فالرسول مبعوث من قبل الله، وهو كذلك يتابع أخبار الوحي المنزل إليه من الله تعالى.

ولفظ الرسول تارة يقال للقول المُتَحَمَّل كقول الشاعر:

ألا بلِّغ أبا حفص رسولا

وتارة لمُتَحَمِّل القول والرسالة٢

والرسول في الشرع: عرف بعدة تعريفات:

فمن العلماء من عرفه بقوله: هو الذي أوحى الله إليه بخبر وأمره بتبليغه للناس، وهؤلاء فرقوا بينه ويين النبي بأن النبي أوحي إليه بخبر ولم يؤمر بتبليغه٣.

ومنهم من عرفه بقوله: هو الذي أنزل إليه كتاب وشرع مستقل مع المعجزة التي تثبت بها نبوته.

وقالوا: إن النبي هو الذي لم ينزل إليه كتاب وإنما أوحي إليه أن يدعو الناس إلى شريعة رسول قبله٤.

ومنهم من قال: إن الرسول هو الذي ينبئه الله ثم يأمره أن يبلغ رسالته إلى


١ المصدر السابق (ص ١٩٥) ولسان العرب مادة "رسل" (١١/ ٢٨٤) .
٢ المصدر السابق (ص ١٩٥) ولسان العرب مادة "رسل" (١١/ ٢٨٤) .
٣ شعب الإيمان للبيهقي (ص ٢٧٥- ٢٧٦) بتحقيق فلاح بن ثاني، وشرح العقيدة الطحاوية (ص ١٦٧) .
٤ أضواء البيان (٥/ ٧٣٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>