للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقولون للمسلمين أتأكلون ما قتلتم ولا تأكلون ما قتل الله؟ ١

فأنزل الله تعالى {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} ٢.

وكذلك لما أخبر الله أن الأصنام التي تعبد هي وعابدوها ححب جهنم. قاس ابن الزعبري٣ - قبل أن يسلم- هو وغره من المشركيين - عيسى بها وقالوا فيجب أن يعذب عيسى؟ ٤

قال تعالى: {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} ٥.

ثم قال: {إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرائيلَ} ٦. وبين تعالى الفرق بقوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ} ٧ بين أن من كان صالحا نبيا أو غير نبي لم يعذب لأجل من أشرك به وعبده وهو بريء من إشراكهم به.

وأما الأصنام فهي حجارة تجعل حصبا للنار، وقد قيل إنها من الحجارة التي


١ انظر سبب نزول الآية في تفسير الطبري (٨/ ١٥- ١٩) .
٢ الآية (١٢١) من سورة الأنعام.
٣ عبد الله بن الزعبري- بكسر الزاي الموحدة وسكون المهملة بعدها راء مقصورة- ابن قيس القرشى السهمي، كان من أشهر قريش وكان شديدا على المسلمين ثم أسلم في الفتح ومدح النبي صلى الله عليه وسلم. الإصابة: (٢/ ٣٠٠) .
٤ انظر: سبب النزول في تفسير ابن كثير (٤/١٣١) .
٥ الآيتان (٥٧- ٥٨) من سورة الزخرف
٦ الآية (٥٩) من سورة الزخرف.
٧ الآية (١٠١) من سورة الأنبياء

<<  <  ج: ص:  >  >>