للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الأم.

فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إياكم والغلو في الدين فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين" ١.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وقوله "إياكم والغلو في الدين عام في جميع أنواع الغلو في الاعتقادات والأعمال" ٢.

وسبب قول النبي صلى الله عليه وسلم لهذه العبارة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لابن عباس غداة العقبة وهو على ناقته "القط لي حصى، فلقطت له سبع حصيات مثل حصى الخذف، فجعل ينفضهن في كفه ويقول أمثال هؤلاء فارموا، ثم قال: أيها الناس إياكم والغلو في الدين ... " الحديث.

فسبب ورود الحديث ينبهنا إلى أمر هام جدا وهو أن الغلو قد يبدأ بشيء صغير ثم تتسع دائرته فتهلك بذلك أمم.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وسبب هذا اللفظ العام رمي الجمار وهو داخل فيه فالغلو فيه: مثل رمي الحجارة ونحو ذلك، بناء على أنه بالغ في الحصى الصغار، ثم علل ذلك بأن ما أهلك. كان قبلنا إلا الغلو في الدين كما تراه


١ أخرجه الأمام أحمد في المسند (١/ ٢١٥، ٣٤٧) . والنسائي في السنن (٥/ ٨ ا. ٢) كتاب مناسك الحج، باب
التقاط الحصى. وابن ماجه في سننه، أبراب المناسك، باب قدر حصى الرمي (٢/ ١٨٣) ح ٣٠٦٤.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: رواه أحمد والنسائي وابن ماجة من حديث عوف بن ألي جميلة عن زيادة بن حصين عن ألي العالية عنه وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم. اقتضاء الصراط المستقيم (ص ١٠٦) . وذكره الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (٣/ ٢٧٨) ح ١٢٨٣ وقال في تخريج السنة لابن ألي عاصم (١/٤٦) إسناده صحيح. وقد صححه ابن خزيمة والحاكم (١/٤٦٦) والذهبي والنووي وابن تيمية.
٢ اقتضاء الصراط المستقيم (ص ١٥٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>