للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} ١.

فالله سبحانه أجل وأعظم وأغني وأعلى من أن يفتقر إلى شيء، بل هو الأحد الصمد وكل ما سواه مفتقر إليه، وهو مستغن عن كل ما سواه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " قام فينا النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الغلول وعظم أمره قال: " لا ألفين أحدكم يوم القيامة على رقبته فرس له حمحمة، يقول: يارسول الله أغثني فأقول: لا أملك لك شيئا قد أبلغتك، وعلى رقبته بعير له ركاء، يقول يارسول الله أغثني فأقول: لا أملك لك شيئا، قد أبلغتك" الحديث٢.

فهؤلاء الذين بلغهم أخبر أنهم إذا استغاثوا به يوم القيامة وسألوه الشفاعة يقول لهم لا أملك لكم من الله شيئا قد أبلغتكم٣.

فعلى المسلم أن يفرق لأن ما هو حق لله وحده وبين ما هو حق لرسله.

فالله أمرنا أن نؤمن بالأنبياء وما جاؤا به وفرض علينا طاعة الرسول الذي بعث إلينا ومحبته وتعزيره وتوقيره والتسليم لحكمه.

وأمرنا أيضا أن لا نعبد إلا الله وحده لا نشرك به شيئا ولا نتخذ الملائكة والنبيين أربابًا.

وفرق بين حقه الذي يختص به الذي لا يشركه فيه لا ملك ولا نبي.

وبين الحق الذي أوجبه علينا لملائكته وأنبيائه عمومًا ولمحمد صلى الله عليه وسلم خاتم الرسل


١ الآية (٥) من سورة الفاتحة.
٢ أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الجهاد، باب الغلول.
انظر: فتح الباري (٦/١٨٥) ح ٣٠٧٣.
وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإمارة، باب غلظ تحريم الغلول (٦/١٠) .
٣ انظر: الرد على البكري (ص ٥٢- ٥٤) بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>