للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولهذا لما سأل النجاشي١ جعفر بن أبي طالب٢ رضي لله عنه ما تقول في المسيح عيسى؟ فقال: هو عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه رفع النجاشي عودًا وقال: ما زاد المسيح على ما قلت هذا العود فنخرت بطارقته٣. فقال: وإن نخرتم"٤.

فهم يجعلون قول الحق في المخلوق سبًا له، وهم يسبون الله ويصفونه بالنقائص والعيوب كما في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يقول الله: كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك. أما تكذبه إياي أن يقول: إني لن أعيده كما بدأته، وأما شتمه إياي أن يقول: اتخذ الله ولذا، وأنا الصمد الذي لم ألد ولم أولد ولم يكن لي


١ أصحمة بن أبحر النجاشي -ملك الحبشة- واسمه بالعربية عطية والنجاشى لقب، أسلم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يهاجر إليه، وكان ردءا للمسلمين نافعا، وقصته مشهورة في المغازى في إحسانه للمسلمين الذين هاجروا إليه في صدر الإسلام، توفي في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وصلى عليه صلاة الغائب. الإصابة (١/ ١١٧) .
٢ جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وأحد السابقين للإسلام، هاجر إلى الحبشة، فأسلم النجاشى ومن تبعه على يديه، ئم قدم المدينة والنبي صلى الله عليه وسلم بخيبر، واستشهد في مؤتة سنة ثمان من الهجرة. الإصابة (١/٢٣٩-٢٤٠) .
٣ أي تكلمت، وكأنه كلام مع غضب ونفور. النهاية (٥/٣٢) .
٤ أخرجه الإمام أحمد في المسند (١/٢٠١-٢٠٣) (٥/٢٩٠-٢٩٢) .
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٦/٢٤-٢٧) رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة (٢/ ٢٩٣-٢٩٥) .
وهو في سيرة ابن هشام (١/٢٨٩-٢٩١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>