وقال أيضا رحمه الله في قصيدته النونية المسماة بالكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية:
يامن له عقل ونور قد غدا ... يمشي به في الناس كل زمان
لكننا قلنا مقالة صارخ ... في كل وقت بينكم بأذان
الرب رب والرسول فعبده ... حقا وليس لنا إله ثان
فلذاك لم نعبده مئل عبادة الرحـ ... ـمن فعل المشرك النصراني
كلا ولم نغلوا الغلو كما نهي ... عنه الرسول مخافة الكفران
لله حق لا يكون لغيره ... ولعبده حق هما حقان
لا تجعلوا الحقين حقا واحدا ... من غير تمييز ولا فرقان
فالحج للرحمن دون رسوله ... وكذا الصلاة وذبح ذي القربان
وكذا السجود ونذرنا ويميننا ... وكذا مثاب العبد من عصيان
وكذا التوكل والإنابة والتقى ... وكذا الرجاء وخشية الرحمن
وكذا العبادة واستعانتنا به ... إياك نعبد ذاك توحيدان
وعليهما قام الوجود بأسره ... دنيا وأخرى حبذا الركنان
وكذلك التسبيح والتكبير والتهليل ... حق آلهنا الديان
لكنما التعزير والتوقير ... حق للرسول بمقتضى القرآن
والحب والإيمان والتصديق لا ... يختص بل حقان مشتركان
هذى تفاصيل الحقوق ثلاثة ... لا تجهلوها يا أولى العدوان
حق الإله عبادة بالأمر لا ... بهوى النفوس فذاك للشيطان
من غير إشراك به شيئا هما ... سببا النجاة فحبذا السببان
ورسوله فهو المطاع وقوله المقبول ... إذ هو صاحب البرهان