للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العالمين وسلطوا عليه العامة، فهذا يطلب منه إنزال المطر، وهذا يطلب منه غفران الذنوب، وهذا يطب منه النصر على الأعداء، وهذا يطلب منه أن يتزوج، وهذا يطلب منه الولد.

وهذا يطلب منه المعيشة وهذا يطلب منه الملك، وهذا يطلب منه الولاية، وهذا يطلب منه قضاء دينه، وهذا يطلب منه شفاء مريضه إلى غير ذلك من الأمور فنزلوا المخلوق منزلة الإله وطلبوا منه من جلب المنافع ودفع المضار ما لا يقدر عليه إلا الله"١.

ومن نظم بعضهم في هذا قوله:

يا أكرم الرسل ما لي من ألوذ به ... سواك عند حلول الحادث العمم

ولن يضيق رسول الله جاهك بي ... إذا الكريم تجلى باسم منتقم

فإن لي ذمة منه بتسميتي ... محمدًا وهو أوفى الخلق بالذم

إن لم يكن في معادى آخذا بيدي ... فضلاً وإلا فقل يا زلة القدم ٢

فنفى أن يكون له ملاذ إذا حلت به الحوادث، إلا النبي صلى الله عليه وسلم وليس ذلك إلا لله وحده لا شريك له، فهو الذي ليس للعباد ملاذ إلا إياه سبحانه وتعالى.

ودعاه وناداه بالتضرع وإظهار الفاقة والاضطرار إليه وسأل منه هذه المطالب التي لا تطلب إلا من الله، وذلك الشرك في الإلهية٣.

ومن شعر بعضهم قوله:

ماذا تعامل يا شمس النبوة من ... أضحى إليك من الأشواق في كبدي


١ الرد على البكري (ص ٣٣٥، ٣٣٦) بتصرف.
٢ ديوان البوصيري (ص ٢٤٨) .
٣ تيسير العزيز الحميد (ص ١٨٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>