للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنهم من يقول "إن النبي صلى الله عليه وسلم لا يخلو منه زمان ولا مكان" يريدون بذلك أنه ما من زمان إلا وهو فيه موجود، ولا من مكان إلا هو فيه موجود١.

ومنهم من يقول: "إنه يحضر في كل مجلس أو مكان أراد بجسده وروحه وأنه يتصرف حيث شاء في أقطار الأرض وفي الملكوت، وهو بهيئته التي كان عليها قبل وفاته"٢.

ومنهم من يقول في قوله تعالى {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} ٣.

يقول: إن الرسول هو الذي يصبح بكرة وأصيلا.

ومنهم من يقول: اسقط الربوبية وقل في الرسول ما شئت.

دع ما ادعته النصارى في نبيهم ... واحكم بما شئت مدحا فيه واحتكم

وانسب إلى ذاته ما شئت من شرف ... وانسب إلى قدره ما شئت من عظم

فإن فضل رسول الله ليس له ... حد فيعرب عنه ناطق بفم

لو ناسبت قدره آياته عظما ... أحيا اسمه حين يدعى دارس الرم٤.

ومنهم من يقول نحن نعبد لله ورسوله فيجعلون الرسول معبودا٥.

بل لم يكتف غلاة الصوفية بهذا القدر حتى اعتقدوا أنه هو الله سبحانه ذاتًا وصفة٦.


١ غاية الأماني (١/ ٤٨) .
٢ هذه هي الصوفية (ص ٨١) .
٣ الآيتان (٨، ٩) من سورة الفتح.
٤ ديوان البوصيري (ص ٢٤١) .
٥ الرد على البكري (ص ٢١٩) .
٦ هذه هي الصرفية (ص ٧٤- ٧٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>