للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: قال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أنتم توفون سبعين أمة، أنتم خيرها وأكرمها على الله".

وإنما فازوا بهذا ببركة الكتاب العظيم, القرآن الذى شرَّفَه الله على كل كتاب أنزله، وجعله مهيمنًا عليه وناسخًا له وخاتمًا له، لأن كل الكتب المتقدِّمَة نزلت إلى الأرض جملة واحدة، وهذا القرآن نزل منجَّمًا بحسب الوقائع، لشدة الاعتناء به وبمن أُنْزِلَ عليه، فكل مرة كنزول كتاب من الكتب المتقدمة.

وأعظم الأمم المتقدمة هم اليهود والنصارى، فاليهود استعملهم الله من لدن موسى إلى زمان عيسى، والنصارى من ثَمَّ إلى أن بُعِثَ محمدا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم استعمل أمته إلى قيام الساعة، وهو الشبه بآخر النهار، وأعطى المتقدمين قيراطا قيراطًا، وأعطى هؤلاء قيراطين قيراطين، ضعفى ما أعطى أولئك، فقالوا: أى ربنا, ما لنا أكثر عملا وأقل أجرًا؟ فقال: هل ظلمتكم من أجركم شيئًا؟ قالوا: لا، قال: فذاك فضلى -أى: الزائد على ما أعطيتكم- أوتيه من اشاء, كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ


= ٨٤", والطبراني في "الكبير" "ج١٩/ رقم ١٠١٢، ١٠١٣، ١٠٢٣، ١٠٢٤، ١٠٢٥"، والبيهقي "٩/ ٥"، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" "ج٤/ ق٤٤٣"، وابن الجوزي في "الموضوعات" "١/ ٣٠" من طرق عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جَدِّه مرفوعًا، فذكره.
قال الترمذي: "حديث حسن". وهو كما قال, وصحَّحَه الحاكم ووافقه الذهبي. وله طرق أخرى عن حكيم بن معاوية.
تنبيه: قول المصنِّف: "والسنن" فيه تسامح، فلم يخرجه من أهل السنن غير اثنين فحسب.

<<  <   >  >>